recent
أخبار ساخنة

## صعود إلى القمة.. ثم سقوط مدوٍّ: لماذا يجد الصاعدون إلى الدوري الإنجليزي الممتاز صعوبة في البقاء؟

 

## صعود إلى القمة.. ثم سقوط مدوٍّ: لماذا يجد الصاعدون إلى الدوري الإنجليزي الممتاز صعوبة في البقاء؟

 

لطالما كانت قصة الأندية الصاعدة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، قصة طموح وتحدٍّ، قصة فريق مغمور يحلم بتحقيق المعجزات في عالم كرة القدم، حيث تتوهج الأضواء وتتصاعد الإثارة. هذه القصة، التي تستهوي عشاق المستديرة الساحرة، تشهد في السنوات الأخيرة فصلاً جديداً، أكثر قتامة، يحكي عن صعوبات جمة تواجه تلك الأندية في التشبث بمقعدها بين الكبار، لتتحول رحلة الصعود إلى كابوس هبوط سريع ومؤلم.


لطالما كانت قصة الأندية الصاعدة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، قصة طموح وتحدٍّ، قصة فريق مغمور يحلم بتحقيق المعجزات في عالم كرة القدم، حيث تتوهج الأضواء وتتصاعد الإثارة. هذه القصة، التي تستهوي عشاق المستديرة الساحرة، تشهد في السنوات الأخيرة فصلاً جديداً، أكثر قتامة، يحكي عن صعوبات جمة تواجه تلك الأندية في التشبث بمقعدها بين الكبار، لتتحول رحلة الصعود إلى كابوس هبوط سريع ومؤلم.
## صعود إلى القمة.. ثم سقوط مدوٍّ: لماذا يجد الصاعدون إلى الدوري الإنجليزي الممتاز صعوبة في البقاء؟

العودة البائسة لنادي ساوثهامبتون إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، والتي جعلت منه الفريق الأضعف في تاريخ المسابقة، ليست سوى مثال صارخ على هذا الواقع المرير. وبينما قدم كل من ليستر سيتي وإيبسويتش تاون، وهما أيضاً صاعدان حديثاً، أداءً أفضل قليلاً، إلا أن شبح الهبوط يظل يلاحقهما، ليؤكد اتجاهاً مقلقاً بدأ يبرز بقوة في البطولة الأكثر مشاهدة وإثارة في العالم.

 

**سيناريو مكرر شبح الهبوط يخيّم على الصاعدين**

 

بحصوله على تسع نقاطفقط من 27 مباراة، يبدو ساوثهامبتون محكوماً عليه بالهبوط، ويقتصر طموحه حالياً على تجنب تسجيل رقم قياسي سلبي في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو أقل عدد من النقاط (11 نقطة) حققه نادي ديربي كاونتي في موسم 2007-2008. أما ليستر سيتي وإيبسويتش تاون، اللذان يمتلكان 17 نقطة لكل منهما، فيتأخران بفارق خمس نقاط عن نادي وولفرهامبتون واندررز صاحب المركز السابع عشر، والذي يبدو أكثر قوة وصلابة.

 

  • هذا السيناريو المتشائم يرجح أن تشهد البطولة للموسم الثاني على التوالي
  •  هبوط الأندية الثلاثة الصاعدة حديثاً، بعد أن ودع كل من شيفيلد يونايتد
  •  وبيرنلي ولوتون تاون الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم الماضي
  •  على الرغم من العقوبات التي طالت ناديي نوتينغهام فورست وإيفرتون آنذاك.

 

المفارقة المؤلمة تكمن في أنه منذ موسم 1997-1998 وحتى الموسم الماضي، نجح فريق واحد على الأقل من الأندية الصاعدة في البقاء ضمن دوري الأضواء. ولكن يبدو أن سد الفجوة بين دوري الدرجة الثانية والدوري الإنجليزي الممتاز أصبح مهمة شبه مستحيلة في الوقت الراهن. وإذا ما تحقق هذا السيناريو الكارثي، فإن ذلك يعني أن 10 من آخر 15 فريقاً صعدوا إلى الدوري الممتاز قد هبطوا مباشرة في الموسم التالي، وهو رقم ينذر بخطر حقيقي يهدد مستقبل الأندية الطموحة.

 

**أسباب التعثر بين التحديات المالية والتكتيكية**

 

لماذا تعاني الأندية الصاعدة إلى هذا الحد؟ ما هي العوامل التي تجعل مهمة البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز مهمة بالغة الصعوبة؟ الإجابة تتلخص في مجموعة من التحديات المتشابكة، تتراوح بينالقيود المالية والصعوبات التكتيكية، بالإضافة إلى الضغوط النفسية الهائلة التي تقع على عاتق اللاعبين والجهاز الفني.

 

*   **الفجوة المالية الهائلة:** لا شك أن المال هو عصب كرة القدم الحديثة، والفجوة المالية الهائلة بين الأندية الكبيرة والصاعدة حديثاً تمثل عائقاً كبيراً أمام قدرة الأخيرة على المنافسة. فالأندية الكبرى تنفق ببذخ على شراء أفضل اللاعبين في العالم، وتدفع رواتب فلكية تفوق قدرات الأندية الصاعدة بمراحل. على سبيل المثال، بلغت فاتورة أجور نادي إيبسويتش تاون في موسم 2023-2024 نحو 11 مليون جنيه استرليني فقط، وهو مبلغ ضئيل للغاية مقارنة بما يحصل عليه نجم مانشستر سيتي إيرلينغ هالاند في عام واحد.

 

*   **قيود اللعب المالي النظيف:** على الرغم من أن الصعود إلى الدوري الإنجليزي الممتاز يمنح الأندية دفعة مالية كبيرة، إلا أن قواعد اللعب المالي النظيف تفرض عليها قيوداً صارمة على الإنفاق، مما يحد من قدرتها على التعاقد مع لاعبين جدد وتحسين جودة الفريق. وهذا يعني أن الأندية الصاعدة غالباً ما تضطر إلى الاعتماد على تشكيلة محدودة من اللاعبين ذوي الخبرة المتواضعة، في مواجهة فرق تمتلك ترسانة من النجوم العالميين.

 

*   **التحديات التكتيكية:** الانتقال من دوري الدرجة الثانية إلى الدوري الإنجليزي الممتاز يمثل قفزة نوعية هائلة من الناحية التكتيكية. فالأندية الصاعدة تواجه فرقاً أكثر تنظيماً ومهارة، وتلعب بوتيرة أسرع وأكثر شراسة. وهذا يتطلب منها تعديل أسلوب لعبها وتطوير استراتيجيات جديدة تتناسب مع هذا المستوى الرفيع من المنافسة. ولكن غالباً ما تجد الأندية الصاعدة صعوبة في التكيف مع هذه التحديات التكتيكية، مما يجعلها عرضة للهزائم المتكررة.

 

*   **الضغوط النفسية:** لا يمكن إغفال الضغوط النفسية الهائلة التي تقع على عاتق اللاعبين والجهاز الفني في الأندية الصاعدة. فالدوري الإنجليزي الممتاز يعتبر من أصعب الدوريات في العالم، والمنافسة فيه شرسة للغاية. اللاعبون الصاعدون يواجهون فرقاً تضم نجوماً عالميين، ويتعرضون لضغوط جماهيرية وإعلامية كبيرة. هذه الضغوط النفسية قد تؤثر سلباً على أدائهم وتزيد من احتمالية ارتكاب الأخطاء.

 

**نافذة الأمل دروس من الماضي ومستقبل مشرق؟**

 

على الرغم من الصورة القاتمة التي رسمناها، إلا أن هناك بصيص أمل يلوح في الأفق. فالتاريخ يشهد على أن بعض الأندية الصاعدة قد نجحت في التغلب على التحديات والصعوبات، وتحقيق نتائج مبهرة في الدوري الإنجليزي الممتاز. على سبيل المثال، تمكن نادي بورنموث، الصاعد حديثاً، من تحقيق أداء جيد في الموسم الماضي، وتجنب الهبوط بفارق مريح. كما أن هناك أندية أخرى، مثل برينتفورد وبرايتون، قد أصبحت من الفرق الثابتة في الدوري الممتاز، بعد أن كانت في الماضي أندية مغمورة في الدرجات الأدنى.

 

  1. هذه التجارب الناجحة تقدم دروساً قيمة للأندية الصاعدة
  2.  وتؤكد على أهمية التخطيط السليم والاستثمار الذكي والعمل الجاد.
  3.  فالأندية التي تنجح في بناء فريق قوي ومتوازن
  4.  وتعتمد على استراتيجية واضحة ومحددة، وتستثمر في تطوير اللاعبين الشباب 
  5. وتخلق ثقافة إيجابية داخل الفريق، تكون لديها فرصة أكبر
  6.  للبقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز وتحقيق النجاح.

 

الوضع الحالي لفريقي شيفيلد يونايتد وبيرنلي قد يكون جيدًا للعودة إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى تصدر ليدز يونايتد لدوري الدرجة الثانية، بعد هبوطه في عام 2023، قد يُبشّر بمستقبل أفضل، حيث يُمكنهم الاستفادة من تجارب فرق مثل برينتفورد وبرايتون، الذين أصبحوا من الفرق الراسخة في دوري الأضواء.

 

في الختام

 يمكن القول أن مهمة البقاء في الدوري الإنجليزي الممتاز تظل مهمة بالغة الصعوبة بالنسبة للأندية الصاعدة، ولكنها ليست مستحيلة. فبالتخطيط السليم والعمل الجاد والإيمان بالقدرات، يمكن لهذه الأندية أن تتغلب على التحديات والصعوبات، وتحقيق النجاح في عالم كرة القدم. ويبقى السؤال: هل ستتمكن الأندية الصاعدة في المستقبل من كسر هذه الحلقة المفرغة، وتثبيت أقدامها بين الكبار؟ هذا ما ستكشف عنه الأيام القادمة.

google-playkhamsatmostaqltradent