محمود الجوهري: أسطورة كرة القدم المصرية بين الملاعب ومقاعد التدريب

 

محمود الجوهري: أسطورة كرة القدم المصرية بين الملاعب ومقاعد التدريب

 

في سجلات كرة القدم المصرية، تبرز أسماء لامعة تركت بصمات لا تُمحى، ومن بين هذه الأسماء يتربع محمود الجوهري، ليس فقط كلاعبٍ موهوب بل كمدربٍ استثنائي وقائدٍ ملهم.


محمود الجوهري: أسطورة كرة القدم المصرية بين الملاعب ومقاعد التدريب
محمود الجوهري: أسطورة كرة القدم المصرية بين الملاعب ومقاعد التدريب

 إنه شخصية تجاوزت حدود المستطيل الأخضر لتصبح رمزًا للعزيمة والطموح، وأحد أبرز المساهمين في تطور كرة القدم المصرية على مر العصور. لم يكن الجوهري مجرد لاعب أو مدرب، بل كان مهندسًا للتكتيك، ومربيًا للأجيال، وصاحب رؤية ثاقبة أثرت في مسار اللعبة الشعبية الأولى في مصر والعالم العربي.

 

البدايات لاعبًا في صفوف الأهلي ومنتخب مصر

 

وُلد محمود الجوهري في العشرين من فبراير عام 1938، وبدأ مسيرته الكروية في سن مبكرة، حيث انضم إلى صفوف النادي الأهلي، أحد أعرق الأندية المصرية، وهو لم يتجاوز السابعة عشرة من عمره. سرعان ما أثبت الجوهري موهبته الفذة، وقدراته الهجومية المميزة، ليصبح أحد الركائز الأساسية في الفريق الأول. تميز بمهارته العالية في المراوغة، وتسديداته القوية المتقنة، وقدرته على اقتناص الأهداف الحاسمة.

 

  • خلال فترة وجوده في الأهلي
  • التي امتدت من 1955 إلى 1964
  •  حقق الجوهري العديد من الألقاب والإنجازات
  •  حيث توج بستة بطولات للدوري العام، وثلاث بطولات لكأس مصر
  • وبطولة واحدة لدوري منطقة القاهرة
  • وبطولة كأس الجمهورية العربية المتحدة.
  •  كما كان له شرف تمثيل منتخب مصر
  •  في دورة الألعاب الأولمبية في روما عام 1960، وبرز كأحد نجوم المنتخب الوطني.

 

لم تتوقف إنجازات الجوهري على المستوى المحلي، بل امتدت لتشمل القارة الأفريقية، حيث فاز مع منتخب مصر بكأس الأمم الأفريقية في نسختي 1957 و 1959، وكان هدافًا للبطولة في النسخة الأخيرة. هذه الإنجازات رسخت مكانته كأحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم المصرية، ومهدت الطريق أمامه نحو مستقبل حافل بالإنجازات في مجال التدريب.

 

التحول إلى التدريب مهندس التكتيك وقائد الأجيال

 

بعد اعتزاله اللعب مبكرًا بسبب إصابة الرباط الصليبي، لم يبتعد الجوهري عن عالم كرة القدم، بل قرر دخول مجال التدريب، ليصبح أحد أبرز المدربين في تاريخ اللعبة. بدأ مسيرته التدريبية مع النادي الأهلي في بداية الثمانينيات، ونجح في قيادة الفريق للفوز بأول بطولة أفريقية في تاريخ النادي، وهي دوري أبطال أفريقيا عام 1982.

 

  1. هذا النجاح الكبير فتح الباب أمام الجوهري
  2.  لتولي تدريب منتخب مصر في عام 1988
  3. ليقود الفراعنة في مهمة تاريخية
  4. وهي التأهل إلى نهائيات كأس العالم 1990 في إيطاليا. 
  5. هذا الإنجاز كان بمثابة نقطة تحول في تاريخ كرة القدم المصرية
  6.  حيث أعاد مصر إلى المحافل العالمية بعد غياب دام لعقود.

 

لم يقتصر دور الجوهري كمدرب على الجانب الفني فقط، بل كان له دور كبير في بناء شخصية اللاعبين وتعزيز روح الفريق، وكان يحرص دائمًا على غرس قيم الانضباط والالتزام والروح القتالية في نفوس لاعبيه. كان يتميز بقدرته على قراءة المباريات، وتغيير الخطط والتكتيكات حسب ظروف كل مباراة، مما جعله مدربًا استثنائيًا قادرًا على تحقيق الفوز في أصعب الظروف.

 

إنجازات لا تُنسى بين كأس الأمم الأفريقية وكأس العالم

 

أثبت الجوهري جدارته كمدرب من الطراز الرفيع، حيث قاد منتخب مصر للفوز ببطولة كأس الأمم الأفريقية عام 1998 في بوركينا فاسو، وهو إنجاز تاريخي آخر يُضاف إلى رصيده الحافل. اللافت في هذا الإنجاز هو أن الجوهري أصبح أول شخص يفوز بكأس الأمم الأفريقية كلاعب ومدرب، وهو ما يؤكد عظمة هذا الرجل وقدرته الفائقة على التأثير في مسار اللعبة.

 

  • في كأس العالم 1990، قدم منتخب مصر أداءً مشرفًا
  • حيث تعادل في مباراتين مع هولندا وإيرلندا
  • وخسر بصعوبة أمام إنجلترا، ليخرج من الدور الأول مرفوع الرأس.
  • هذا الأداء القوي أظهر مدى تطور كرة القدم المصرية
  •  تحت قيادة الجوهري، وجعل الجميع يدرك أن مصر
  •  قادرة على منافسة كبار المنتخبات العالمية.

 

الجوهري رائد الاحتراف في مصر

 

لم يقتصر إسهام الجوهري على الجانب الفني، بل كان له دور ريادي في تطوير كرة القدم المصرية من الناحية الإدارية والتنظيمية. كان الجوهري من أوائل من نادوا بضرورة تطبيق نظام الاحتراف في مصر، وقام بتشجيع العديد من اللاعبين المصريين على خوض تجربة الاحتراف في أوروبا، وعلى رأسهم هاني رمزي وأحمد حسن وغيرهم.

 

  1. كان يرى أن الاحتراف هو السبيل الوحيد لتطوير مستوى كرة القدم المصرية
  2. ورفع قدرات اللاعبين، وزيادة التنافسية في الدوري المحلي.
  3.  وعلى الرغم من إدراكه بأن نظام الاحتراف في مصر لا يزال قاصرًا
  4.  فإنه أكد على وجود الإيجابيات، وأبرزها أن اللاعب
  5.  بات يبذل قصارى جهده للانتقال إلى نادٍ أفضل
  6. وأن ذلك يقلل من هجرة المواهب مجانًا إلى الخارج.

 

الجوهري رمز وطني وإرث خالد

 

يعد محمود الجوهري رمزًا وطنيًا، وقيمة رياضية لا تقدر بثمن، حيث حظي بشعبية جارفة بين المصريين والعرب، واحتل مكانة خاصة في قلوب محبي كرة القدم. كان يتميز بشخصيته القوية، وقيادته الحكيمة، وروحه المرحة، وقدرته على التواصل مع اللاعبين والجماهير على حد سواء.

 

  • توفي الجوهري في الثالث من سبتمبر عام 2012
  •  بعد مسيرة حافلة بالإنجازات والتضحيات. 
  • ولكن إرثه سيبقى خالدًا في تاريخ كرة القدم المصرية
  •  وسيظل اسمه محفورًا في ذاكرة كل من عشق اللعبة الشعبية الأولى. 
  • لقد كان الجوهري أكثر من مجرد لاعب أو مدرب
  •  بل كان قائدًا ملهمًا، ومعلمًا للأجيال، ورائدًا من رواد كرة القدم المصرية.

 

تأثير الجوهري على الأندية والمنتخبات العربية

 

لم يقتصر تأثير الجوهري على كرة القدم المصرية فقط، بل امتد ليشمل العديد من الأندية والمنتخبات العربية. تولى تدريب عدد من الأندية الخليجية المرموقة مثل الأهلي السعودي واتحاد جدة، وقدم معها مستويات متميزة. كما قاد منتخب عمان في كأس الخليج 1996، وأظهر قدرات تدريبية عالية.

 

  • وفي عام 2002، تولى تدريب المنتخب الأردني
  •  وقاده إلى نهائيات كأس الأمم الآسيوية 2004 في الصين
  •  لأول مرة في تاريخ الكرة الأردنية. 
  • وقد وصل المنتخب الأردني إلى الدور قبل النهائي،
  •  وقدم أداءً قويًا جدًا، قبل أن يخرج أمام المنتخب الياباني
  •  بضربات الترجيح في مباراة شهدت جدلاً تحكيميًا كبيرًا.

 

كما حقق الجوهري مع المنتخب الأردني العديد من الإنجازات العربية، أهمها المركز الثالث في كأس العرب في الكويت، والمركز الثاني في دورة غرب آسيا. هذا النجاح الكبير جعل الجوهري يحظى بتكريم ملكي من العاهل الأردني، الذي منحه وسام العطاء المتميز، تقديرًا لدوره الكبير في تطوير كرة القدم الأردنية.

 

الخلاصة

 

محمود الجوهري، اسم تردد صداه في عالم كرة القدم العربية، ليس فقط كلاعبٍ متميز، بل كمدربٍ فذ، وقائدٍ ملهم. لقد كان مهندسًا للتكتيك، ومربيًا للأجيال، وصاحب رؤية ثاقبة أثرت في مسار كرة القدم المصرية والعربية. لقد قدم الجوهري مسيرة حافلة بالإنجازات، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات الوطنية، وترك إرثًا خالدًا سيبقى محفورًا في ذاكرة كل من عشق اللعبة الشعبية الأولى. كان الجوهري بحق أسطورة كروية، وشخصية وطنية لا يمكن أن يمحوها الزمن.

اقرأ ايضا


Tamer Nabil Moussa

الزمان والمكان يتبدلان والفكر والدين يختلفان والحب واحد فى كل مكان /بقلمى انسان بسيط عايش فى هذا الزمان

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال