تدهور الكرة التونسية: أزمة تتطلب إرادة سياسية وإصلاحات جذرية

 

تدهور الكرة التونسية: أزمة تتطلب إرادة سياسية وإصلاحات جذرية

شهدت الكرة التونسية مؤخراً تراجعاً ملحوظاً في مستواها، تجلى بشكل واضح في الهزيمة المفاجئة أمام منتخب غامبيا بهدف دون ردّ على أرضية ملعب رادس، ضمن تصفيات كأس أمم أفريقيا 2025. هذه الهزيمة.


تدهور الكرة التونسية: أزمة تتطلب إرادة سياسية وإصلاحات جذرية
تدهور الكرة التونسية: أزمة تتطلب إرادة سياسية وإصلاحات جذرية

 رغم عدم تأثيرها على تأهل نسور قرطاج للنهائيات، كشفت عن أزمة عميقة تعاني منها الكرة التونسية، تتجاوز مجرد نتائج المباريات لتشمل بنيتها التحتية، وإدارتها، وقدرتها التنافسية على الصعيد الإقليمي والقاري.

أثار المدرب المؤقت للمنتخب التونسي

 قيس اليعقوبي، الجدل بتصريحه الذي أرجع فيه أسباب التدهور إلى غياب الإرادة السياسية اللازمة لإصلاح هذه الأزمة المتجذرة. فقد أكد اليعقوبي في مؤتمر صحفي عقب المباراة أن الوضع الراهن للمنتخب يعكس حقيقة الأوضاع المتردية التي تعيشها كرة القدم التونسية.

  •  والتي تتطلب تدخلاً سريعاً وفعّالاً من قبل الجهات المعنية.
  •  لم يقتصر الأمر على انتقاد أداء اللاعبين
  • بل امتد إلى تشخيص أعمق لأسباب الأزمة
  •  التي تعصف بالكرة التونسية منذ سنوات
  •  مؤكداً أن "دار لقمان على حالها" منذ فترة طويلة
  •  بغض النظر عن المدربين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الوطني
  • من فوزي البنزرتي إلى جلال القادري ومنذر الكبير.

 

ولم يلقِ اليعقوبي باللوم على المدربين وحدهم

بل شدد على ضرورة وجود إرادة سياسية قوية، قادرة على وضع حلول جذرية تعالج أسباب التدهور، بدءاً من تحسين البنية التحتية للملاعب والمنشآت الرياضية، وصولاً إلى توفير الدعم المالي اللازم لتطوير اللعبة على جميع المستويات. وأشار إلى الفارق الكبير بين الوضع الحالي للكرة التونسية وبين ما كانت عليه قبل خمس سنوات.

  1.  حيث كانت تونس تتصدر المشهد الكروي الأفريقي
  2.  وتنافس كبار المنتخبات، بينما تعاني حالياً من نقص حاد في الإمكانات المالية
  3.  مما يحد من فرص تطوير اللاعبين وتأهيلهم للمنافسات الدولية. 
  4. وأكد على ضرورة توفير اعتمادات مالية سخية، 
  5. ومشاريع بنية تحتية على غرار ما هو موجود في الدول المجاورة.
  6.  وخلص إلى أن الوضع يتطلب خطة شاملة وطويلة الأمد
  7.  لتحسين مستوى الكرة التونسية، مع التركيز على المراحل السنية المبكرة
  8.  وتطوير أكاديميات لكرة القدم، وإعداد مدربين أكفاء.

 

أدت هذه النتائج المخيبة للآمال

 إلى موجة من الانتقادات اللاذعة من قبل وسائل الإعلام الرياضية التونسية والجمهور، الذين أجمعوا على أن الهزيمة أمام غامبيا تعكس حالة الانحدار التي تعاني منها الكرة التونسية. فقد وصف بعض المحللين أداء المنتخب بأنه "فقد هويته وصلابته".

  • وأصبح فريسة سهلة للمنافسين، رغم التغييرات المتكررة في الطاقم الفني والإداري.
  •  وقد أشاروا إلى أن المنتخبات العربية الشمالية الأخرى 
  • نجحت في اجتياز تصفيات كأس أمم أفريقيا بسهولة
  •  مما يؤكد على أن الأزمة التونسية ليست قضية مجرّد سوء حظّ أو أخطاء فنية، 
  • بل مشكلة هيكلية عميقة.

 

يُضاف إلى ذلك، أن التأهل لنهائيات كأس أمم أفريقيا، يُعتبر إنجازاً نسبياً في ظلّ الظروف الصعبة التي تعيشها الكرة التونسية، وعدم توفر الإمكانيات اللازمة، لكن هذا لا يُخفي الحقيقة المُرّة حول مستوى المنتخب الوطني وما يُعانيه من تراجع ملحوظ.

 

  1. يتطلب النهوض بالكرة التونسية 
  2. إجراء إصلاحات شاملة
  3.  على مستوى جميع القطاعات المعنية 
  4. بدءاً من الاتحاد التونسي لكرة القدم 
  5. الذي يتحمل مسؤولية كبيرة في تدبير الأزمة
  6. إلى الجهات السياسية والتي تحتاج إلى وضع استراتيجية طويلة الأمد 
  7. لإعادة هيبة المنتخب الوطني ومكانته على الساحة الكروية الإفريقية.

 

ومن أهم الإجراءات التي يُنصح بإتخاذها:

 

  • إصلاح الهياكل الإدارية: تتطلب النهوض بالكرة التونسية إصلاح عميق للهياكل الإدارية للجامعة التونسية لكرة القدم، مع تطبيق معايير شفافية وحوكمة صارمة لتفادي الفساد والمحسوبية.
  • الاستثمار في البنية التحتية: يُعتبر الاستثمار في البنية التحتية للرياضة من الأمور الأساسية لتطوير كرة القدم، بناء ملاعب عصرية، ومراكز تدريب متطورة.
  • تطوير القطاع الشبابي: يُعدّ الاستثمار في القطاع الشبابي أمراً ضرورياً لتكوين أجيال جديدة من اللاعبين الموهوبين، من خلال إنشاء أكاديميات لكرة القدم على مستوى عالي.
  • تكوين المدربين: يُعتبر تكوين المدربين أحد المحاور الأساسية لتطوير كرة القدم، من خلال إرسال المدربين إلى الدورات التدريبية وورشات العمل العالمية.
  • إعادة هيكلة المنتخب: تتطلب إعادة هيكلة المنتخب تحديد استراتيجية واضحة لإعادة هيبة المنتخب الوطني ومكانته على الساحة الكروية الإفريقية.

 

في الختام

 تتطلب معالجة أزمة الكرة التونسية إرادة سياسية صادقة وإصلاحات جذرية تشمل جميع مكونات الوسط الكروي، فإن الاعتماد على الحلول الترقيعية لن يُجدي نفعاً في النهوض بمستوى المنتخب وطموحات الجماهير التونسية. يجب العمل على خطة متكاملة تشمل جميع الجوانب، من البنية التحتية إلى التدريب وإدارة المنتخبات. فقط بهذه الطريقة يمكن للكرة التونسية العودة إلى مجدها السابق.

مصدر المعلومات

Tamer Nabil Moussa

الزمان والمكان يتبدلان والفكر والدين يختلفان والحب واحد فى كل مكان /بقلمى انسان بسيط عايش فى هذا الزمان

إرسال تعليق

أحدث أقدم

نموذج الاتصال