من يستطيع إيقاف الهلال؟ .. استعراضٌ لمشهد الدوري السعودي

 

من يستطيع إيقاف الهلال؟ .. استعراضٌ لمشهد الدوري السعودي

 

تُواصل بطولة الدوري السعودي للمحترفين تقديم لوحةٍ فنيةٍ مثيرةٍ ومُشوقةٍ مع حلول الجولات الأولى من الموسم الجديد 2024-2025، حيث حُددت بعض المعالم المُبكرة للبطولة مع بروز بعض الفرق.

استعراضٌ لمشهد الدوري السعودي

 بشكلٍ مُلفتٍ للانتباه، وسط إشاراتٍ على مواصلة هيمنة بعض الأندية، بينما يبحث الآخرون عن إيجاد طريقهم نحو المنافسة على لقب الدوري..

 

الهلال.. صدارة مُشروعة بقيادة البرتغالي خيسوس

 

لا يزال نادي الهلال السعودي يُقدم أداءً استثنائيًا يُؤكد على هيمنته المُطلقة على المشهد الكروي السعودي، حيث يُواصل الأزرق العاصمي سيره نحو صدارة الترتيب بالعلامة الكاملة دون أي خسارة في الجولات الأولى من المسابقة.

 

• سجّل الهلال بدايةً قويةً، حيث تُوج بلقب كأس السوبر السعودي
•  مُحرزًا انتصارًا على نادي النصر
•  بينما  شهدت مباريات الدوري السعودي
•  تقديم  الهلال لأداءٍ متميزٍ وفعّالٍ
•  تُوّج  في نهاية المطاف بتخطّيه لقطبي جدة،
•  الاتحاد ثم الأهلي،  في الجولة الأخيرة.

 

ينتاب مشجعي الفرق الأخرى في الدوري أسئلةٌ عديدةٌ أبرزها: **من يمكنه إيقاف الهلال؟ كيف يتعثر الأزرق العاصمي؟**

 

الإجابة على هذا السؤال المنطقي يبدو أنها لدى البرتغالي خيسوس، مدرب فريق الهلال، الذي يقاتل على تميز فريقه وعدم خسارته. لا يرى خيسوس في حصد النقاط فقط هدفًا مُرادًا، بل يغضب لاستقبال شباكه هدفًا ويظهر بمشهد كأنه خسر النقاط الثلاث، يعاتب لاعبيه ويوجه الانتقادات أمام مرأى الجميع، تلك هي خلطة البرتغالي خيسوس السحرية التي صنعت فريقاً لا يُقهر في المنافسات المحلية السعودية منذ الموسم الماضي.

 

1. لا يركن خيسوس لنجاحات قد مضت
2. ويدرك أن كرة القدم تحكمها النتائج
3. والتحولات فيها سريعة جدًا
4.  لصحيفة “أبولا” البرتغالية “في الوقت الحالي

• أنا أؤدي بشكل جيد، لكن في غضون أسبوعين أو ثلاثة
•  إذا لم تفز بالبطولات، يتغير كل شيء. هذا هو الحال
•  في كل مكان. أنا لا أضع خططاً مستقبلية
•  أنا أركز على الحاضر. وبالنسبة للحاضر
•  فإن الأمر يتعلق بجعل هذا الفريق ينمو أكثر ويصبح الهلال أقوى.”

 

عودة للإجابة على سؤال من الفريق القادر على إيقاف الهلال فإن الأزرق العاصمي قد تحكمه ظروفٌ مثل إصابات بعض اللاعبين أو ضغط المباريات، لكن حتى في حال تعرضه لأي تعثر فإن كافة المؤشرات تقول بأنه قادر على العودة بصورةٍ سريعةٍ والمنافسة للحفاظ على لقبه الذي حققه.

 

النصر تحت قيادة بيولي  بدايةٌ رائعةٌ

 

شهد نادي النصر السعودي تحولاتٍ هامةٍ مع بداية الموسم، حيث تمّ  فصل البرتغالي لويس كاسترو من منصبه بعد  نتائج محبطة في الموسم الماضي.   تمّ  تعين الإيطالي ستيفانو بيولي بديلاً عنه،  فهل حقق بيولي المطلوب؟

 

• نجح بيولي في قيادة النصر لسلسلةٍ من الانتصارات
•  والأهم من ذلك قلة عدد الأهداف التي تستقبلها شباك النصر
•  والتي كانت معضلة لم يجد كاسترو علاجها منذ الموسم الماضي.

 

1. تحت قيادة بيولي،  لعب النصر 3 مباريات
2.  وخرج منها بشباك نظيفة ليبلغ النقطة الـ 14
3.   ويعيد معها آماله في المنافسة مع الهلال والاتحاد
4.  على لقب الدوري السعودي
5.  للمحترفين بعد بدايته المحبطة بقيادة كاسترو.

 

الأهلي .. قصة عدم استقرارٍ

 

تتزايد حدة الانتقادات جولة بعد أخرى تجاه الألماني ماتياس يايسله، مدرب فريق الأهلي الحالي، وسط مطالبات جماهيرية بإدارة النادي بتغيير المدير الفني الحالي رغم امتداد عقده حتى عام 2027.

 

• يمضي الأهلي تحت قيادة يايسله بصورةٍ مثاليةٍ
• في دوري أبطال آسيا للنخبة
•  على سبيل المثال، لكنه ودّع بطولة كأس الملك
• أمام الجندل من الدور الـ32،
•  والأمر الأهم خسر الفريق 3 مباريات في الدوري السعودي،
•  وتعادل في مباراة واكتفى بالفوز في مواجهتين فقط.

 

خسر الأهلي بفارق هدف من الهلال في الجولة الأخيرة وكانت هذه المواجهة فرصة كبيرة للفريق حتى يعود من خلالها للمشهد بقوة ويكسر سلسلة انتصارات الهلال ويقلّص معها الفارق النقطي بينهما.

 

الاتحاد .. مشهدٌ مختلفٌ

 

نفض الاتحاد سلبية الموسم الماضي وعاد البطل الأسبق للدوري السعودي للمحترفين من أجل المنافسة مجدداً على تحقيق اللقب، وبرغم خسارته الوحيدة أمام الهلال في النسخة الحالية فإن الاتحاد يمضي بخطوات مثالية في دائرة المنافسة على الصدارة.

 

1. استعد الاتحاد بصورة مثالية للموسم الجديد
2.  تحت قيادة المدرب لوران بلان
3.  وتعكس النتائج الحالية حجم العمل 
4. الذي تم في فترة الانتقالات الصيفية
5.  من تعاقدات جديدة أبرزها الثنائي حسام عوار وموسى ديابي
6.  وكذلك حارس مرمى الفريق رايكوفيتش.

 

النقطة الأكثر إيجابية في الاتحاد هي استعادة النجم الفرنسي كريم بنزيمة بريقه بعدما خفت في الموسم الماضي وابتعد عن أجواء المباريات، لكنه يراهن وفقاً لأحاديثه الأخيرة على أن هذا الموسم هو موسم الإنجازات، ويحضر بنزيمة هداف ريال مدريد السابق في منافسة شرسة مع الصربي ألكسندر ميتروفيتش مهاجم الهلال بقائمة الهدافين؛ إذ يمتلك 7 أهداف مقابل 10 للنجم الصربي.

 

الاتفاق تحولاتٍ بعد بدايةٍ مثاليةٍ

 

تتزايد حدة الانتقادات جولة بعد أخرى تجاه النجم الإنجليزي السابق ستيفين جيرارد، مدرب الاتفاق الحالي وقائد مشروعه الفني الجديد، وسط مطالبات جماهيرية بإدارة النادي بتغيير المدير الفني الحالي رغم امتداد عقده حتى عام 2027.

 

• فارس الدهناء سجّل بداية مثالية تحت قيادة جيرارد
•  بتحقيق الفوز في 3 جولات حقق معها 9 نقاط
•  لكنه خسر من نظيره النصر في الجولة الـ4
•  ثم عادل ليتعادل مع التعاون في الجولة الخامسة
•  قبل أن يتعرض لخسارة محبطة لأنصاره وجماهيره
•  أمام الرائد في الجولة الـ6.

 

يمتلك الاتفاق الذي يتولى قيادته جيرارد حالياً 10 نقاط ويحتل المركز الـ8 في لائحة الترتيب، ويتطلع إلى قيادة فريقه لمركز متقدم يمنحه فرصة المشاركة في استحقاق خارجي الموسم المقبل.

 

الفتح  بدايةٌ محبطةٌ

 

على غير المعتاد، رسم الفتح بداية حزينة له في مشهد بدا كأنه يكتب السطر الأخير لقصة بطل اعتلى منصة تتويج الدوري السعودي للمحترفين لأول مرة في تاريخه موسم 2012-2013، في مُنجز لم يكرره النادي النموذجي بعد، لكن الفريق كان حاضراً في دائرة المنافسة دائماً.

 

1. في الموسم الحالي اكتفى الفتح بانتصار وحيد
2.  كان على حساب الأهلي، لكن الفريق ظل على هذه النقاط الـ3
3.  وخسر 5 مباريات لعبها من أصل الجولات الـ6
4.  ليصبح أكثر فريق يتعرض للخسارة ويقبع في المركز الأخير بلائحة الترتيب.

 

• السويدي ينز غوستافسون، مدرب فريق الفتح
•  قال بعد الخسارة الأخيرة أمام التعاون
•  “كنا نعلم أن الموسم سيكون صعباً
•  وليس أمامنا سوى مواصلة العمل.
•  الخسائر المتتالية لا تعني أننا سنتوقف
•  بل علينا أن نضاعف الجهود.”

 

يتعيّن على الفتح تحقيق الانتصارات ووقف نزيفه النقطي إذا ما أراد النهوض مجدداً وتجنب الدخول في متاهات قد ترمي به في مصاف دوري الدرجة الأولى بعد سنوات طويلة من الحضور بين الكبار.

 

استنتاجاتٌ

 

تُعدّ بداية الدوري السعودي للمحترفين هذا الموسم مثيرةٌ ومُشوقةٌ مع وجود  بعض المُؤشرات المُبكرة،  فبينما يُواصل الهلال هيمنته على  البطولة،  يُقدم النصر بدايةً واعدةً تحت قيادة بيولي،  بينما يُعاني الأهلي من عدم الاستقرار،  ويمضي الاتحاد بخطواتٍ مثاليةٍ نحو المنافسة،  ويُسعى الاتفاق جاهداً  للحفاظ على  مستواه،  بينما يُحاول الفتح الخروج من  مُشكلاته  للحفاظ على مكانه بين الكبار.

 

 

الختام

يتوقّع  متابعو الدوري السعودي  إثارةٍ  ومنافسةٍ  أكثر  شراسة  مع  استمرار  البطولة،  فهل  سيكون  هناك  من  يستطيع  إيقاف  الهلال  في  طريقه  للحصول  على  اللقب  مرة  أخرى؟  أم  أنّ  المشهد  سيكون  مختلفاً  مع  بزوغ  نجوم  جديدة؟  ستُجيب  الجولات  المُقبلة  من  البطولة  عن  هذه  الأسئلة.